ما هي صعوبات التعلم
س1: ما المقصود بصعوبات التعلم؟
ج1: صعوبات التعلم اضطراب يعيق عملية التعلم الطبيعية، وهذا الاضطراب يكون في العمليات التي تدخل في عملية التعلم مثل الذاكرة والإدراك والانتباه والتفكير واستراتيجيات التعلم، وكيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة، وغالباً تتأثر القراءة والكتابة (الإملاء، والتعبير التحريري، والخط ) وكذلك الرياضيات بهذه الاضطرابات، كما تتأثر بعض أنواع التعلم الأخرى.
س2: هل لصعوبات التعلم علاقة بالذكاء؟
ج2: ليس هناك ارتباط بين صعوبات التعلم والذكاء من حيث السبب، فصعوبات التعلم تكون لدى البعض رغم كون الذكاء عادياً، بل هناك من قد يكون موهوباً – عالي الذكاء – ولديه صعوبات تعلم.
أما إذا كان سبب مشكلة التعلم هو انخفاض الذكاء بدرجة كبيرة تصل دون العادي فلا يدخل هذا ضمن ما يعرف بصعوبات التعلم، وإنما قد يعزى إلى إعاقات أخرى كالتخلف العقلي مثلاً، ولكن المشكلة تكمن أحياناً في أن مقاييس الذكاء لا تعطي الدرجة الفعلية التي تعكس قدرات التلميذ الذي لديه صعوبات تعلم نظراً لعدة أسباب من أهمها ضعفه في القراءة، واضطراب والذاكرة، ضعف التعلم العرضي، فتبدو قدراته وكأنها منخفضة ولو أنها في الواقع غير ذلك.
س3: هل صعوبات التعلم هي المقصود بالتأخر الدراسي اذًا؟
ج3: التأخر الدراسي مصطلح عام، فليس له مفهوم محدد يمكن من خلاله وضع معايير تساعد في تشخيص الحالة، فأي انخفاض في مستوى التحصيل الدراسي للتلميذ دون المستوى العام للتلاميذ قد يعتبر تأخرًا دراسيًا بغض النظر عن السبب (أنظر جواب السؤال 15 ) .
س4: هل صعوبات التعلم من مشكلات العصر الحديث أم أنها مشكلة قديمة؟
ج4: لقد لاحظ أحد علماء الطب قبل الميلاد، بعض الخصائص التي عرفت الآن بأنها من خصائص صعوبات التعلم، ولكن الدراسة الجادة لهذه المشكلة لم تظهر إلا مع التطور العلمي لدراسة المخ ووظائفه، وذلك في مطلع القرن التاسع عشر(1800م). وكان التركيز على القراءة فأعطيت أسماء تدل على ذلك مثل عمى الكلمة عام 1877م والدسلكسيا (صعوبات القراءة) عام 1887. ولكن ظل العلماء يدرسونها ضمن إعاقات أخرى حتى عام 1963م، حين سميت "صعوبات التعلم" في الولايات المتحدة الأمريكية.
س5: هل صعوبات التعلم مقصورة على مشكلة تعلم المواد الأكاديمية أم أن لها تأثير على جوانب التعلم الأخرى؟
ج5: لا تقتصر صعوبات التعلم على المواد الأكاديمية، بل تؤثر على جوانب كثيرة من التعلم كتعلم المهارات الاجتماعية، وحل المشكلات كالمواقف التي تحتاج إلى تفكير من أجل صنع القرار، والجوانب المهنية.
س6: هل صعوبات التعلم مرتبطة بلغة أو ثقافة معينة أم أنها عالمية الوجود؟
ج6: لقد تبين من البحوث العلمية أن صعوبات التعلم تظهر لدى الأفراد من جميع الثقافات واللغات المختلفة، وأنها ليست مرتبطة بمجتمع أو لغة معينة.
س7: هل صعوبات التعلم خاصة بمرحلة عمرية معينة أم أنها تبقى مدى الحياة؟
ج7: صعوبات التعلم تستمر مع الشخص مدى حياته، ولا تقتصر على مرحلة عمرية معينة، ولا تزول مع النمو كما كان يعتقد بعض العلماء منذ خمسين سنة تقريباً.والطريف أنه تم اكتشافها لدى البالغين قبل دراستها لدى الأطفال.
س8: هل يعني هذا أنه ليس لها علاج؟
ج8: نعم، صعوبات التعلم ليس لها علاج، ولكن التدخل التربوي المتخصص يساعد من لديه صعوبات تعلم على التغلب على آثارها بشكل كبير جداً، مع أن التحسن يتفاوت بتفاوت طبيعة ودرجة شدة الصعوبة.
س9: هل يمكن علاج صعوبات التعلم بالعقاقير؟
ج9: صعوبات التعلم لا تعالج مطلقاً سواء بالعقاقير أو غيرها، فهي تبقى مدى الحياة فلا بد من تدريب من لديه صعوبات تعلم على استراتيجيات التعلم الفاعلة والتعايش مع المشكلات التي تواجهه.
س10: ما مدى انتشار صعوبات التعلم؟
ج10: تنتشر صعوبات التعلم، على وجه العموم، بين تلاميذ المدارس بنسبة حوالي10%، ولكن عند النظر إلى نسبة من تقدم لهم الخدمة كمؤشر فقد تختلف النسب باختلاف معايير الاكتشاف من ناحية، وباختلاف درجة الصعوبة من ناحية أخرى، فالصعوبات البسيطة قد لا تحال إلى الخدمات. وفي الدول التي سبقت في خدمة هؤلاء التلاميذ كأمريكا يتراوح معدل نسبة المخدومين بين 5-7% من تلاميذ المدارس.
س11: هل للوراثة دور فى وجود صعوبات التعلم عند بعض الناس؟
ج11: الوراثة من الأمور الهامة التي لها دور في نقل الخصائص، ولها دور في وجود صعوبات التعلم لدى بعض الناس. فيظهر من الدراسات أن صعوبات التعلم ذات ارتباط وراثي كبير، ولكن نسبة ظهورها تتفاوت من أسرة لأخرى، فبينما قد توجد صعوبات التعلم لدى جميع أفراد أسرة ما، قد تظهر لدى فرد واحد فقط في أسرة أخرى، حتى ولو كثر عدد أفرادها، وهذا يعود إلى طبيعة الوراثة كما هو معروف.
س12: إذاً فما أسباب صعوبات التعلم؟
ج12: ليس هناك أسباب معينة ثابتة علمياً بجانب الوراثة، ولكن الأسباب التي تؤثر على النمو الطبيعي أثناء فترة الحمل وأثناء الولادة وما بعدها قد يكون لها علاقة بصعوبات التعلم.
س13: هل صعوبات التعلم إصابة دماغية؟
ج13: كان يعتقد في الماضي أنها نتيجة للإصابات الدماغية، ولكن مع التقدم العلمي والتقني الحديث لم تثبت هذه الفرضيات حيث اتضح أن من لديهم صعوبات تعلم لا يوجد لديهم ما يشير إلى الإصابات الدماغية، وأن الأطفال العاديين في تعلمهم وذوي صعوبات التعلم يتساوون في نسبة التعرض لإصابات الرأس، أي أن من لديهم صعوبات تعلم لا يتفردون عن العاديين بالإصابات الدماغية.
س14: ما الخصائص البارزة التي يمكن التعرف من خلالها على صعوبات التعلم؟
ج14: أول مظهر للمشكلة هو انخفاض الأداء الأكاديمي في مادة أو أكثر من المواد الدراسية، ويمكن أن تلاحظ ، من السنة الأولى الابتدائية وخاصة في القراءة، وفي الإملاء متى ما كان هناك تركيز على الإملاء، كما أنها تظهر في الرياضيات وقد يطول تأثيرها وبقية المواد الأخرى، وخاصة ما يعتمد على القراءة وما يحتاج إلى حفظ. وقد يجد بعض التلاميذ مشكلة في فهم ما يدور في الفصل من نقاش وشرح، ونقل من السبورة وفهم الأسئلة التي تطرح شفوياً أو كتابة، كما قد يلاحظ الوالدان ضعفاً واضحاً في أداء الواجبات أو محاولة تجنبها.
ومن الناحية الاجتماعية قد يجد ما يقارب 30- 40% ممن لديهم صعوبات تعلم مشكلة في تكوين صداقات مع زملائهم، أو المحافظة على العلاقة مدة طويلة. ويعود معظم ذلك لعدم القدرة على قراءة مشاعر الآخرين وتعبيرات الصوت والوجه والبدن التي تحمل معنى للآخرين. وتزداد آثار صعوبات التعلم كلما زادت متطلبات التعلم.
س15: هناك العديد من التلاميذ يكون أداؤهم الأكاديمي منخفضاً فهل يدل هذا على وجود صعوبات تعلم؟
ج15: مجرد ضعف الأداء الأكاديمي قد لا يدل على وجود صعوبات تعلم، فهناك أسباب كثيرة وراء ضعف التحصيل منها ما يرتبط بإعاقة معينة كضعف البصر أو السمع، أو الإعاقة الفكرية البسيطة أو اضطرابات الانتباه والنشاط الحركي الزائد، على سبيل المثال لا الحصر. ومنها ما يعود لعدم رغبة التلميذ في الدراسة أو عدم الرعاية الأسرية وخاصة في المراحل المبكرة، ومنها ما يعود إلى ضعف التدريس نفسه. ولكن ما يعود إلى صعوبات التعلم هو ما يعود إلى وجود الاضطرابات المذكورة في تعريف صعوبات التعلم، فيشترط في كون المشكلة صعوبات تعلم ألا تكون نتيجة مباشرة لأي من الإعاقات الأخرى أو عدم الرغبة في الدراسة أو ضعف التدريس وفرص التعلم أو عدم الاستذكار أو الرعاية المنزلية.
س16: هل صعوبات التعلم مرافقة لاضطراب الانتباه والنشاط الحركي الزائد؟
ج16: اضطراب الانتباه والنشاط الحركي الزائد وصعوبات التعلم إعاقتان مختلفتان في طبيعتهما ومكان حدوثهما في المخ، وكلاهما تظهر بين التلاميذ بنسب متقاربة تصل إلى 10 أو12 % . وكلاهما يؤثر على أداء التلاميذ ولكن بطريقتين مختلفتين. فبينما أن صعوبات التعلم تكمن في اضطراب معالجة المعلومات يتمثل اضطراب الانتباه والنشاط الحركي الزائد في اضطراب قدرة التلميذ على التركيز على المهام التي يجب أن يتعلمها، أو التسرع في الاستجابة دون تفكير، أو كثرة التنقل من مهمة إلى أخرى مما يقاطع الانتباه، والمعروف أن الانتباه هو "بوابة التعلم" فلا يمكن أن يتعلم التلميذ أي مهمة ما لم ينتبه لها. ونظرا لهذه الخصائص، وخاصة نسبة الانتشار بين التلاميذ، فلا غرابة أن توجد هاتان الإعاقتان بين التلاميذ في وقت واحد، مما يثير التساؤل حول مرافقة إحداهما للأخرى. وقد يوجد في بعض الدراسات والكتب العربية كلمة "تلازم" لوصف العلاقة بين هاتين الإعاقتين وهذا وصف غير صحيح علميا، حيث لا يلزم من ظهور إحداهما ظهور الأخرى، ولكن قد يحدث أن يكون لدى التلميذ صعوبات تعلم واضطراب الانتباه والنشاط الحركي الزائد مثلما قد يكون لدى تلميذ ما إعاقة عقلية وكفاف بصر.
س17: هل التدخل المبكر يقلل من حدوث صعوبات التعلم لدى التلاميذ؟
ج 17: ليس هناك علاقة بين حدوث صعوبات التعلم والتدخل المبكر أو عدمه، فصعوبات التعلم تحدث للأسباب المذكورة في الإجابة على السؤال الخاص بالأسباب ( رقم 12). ولكن ربما أن المقصود في السؤال هو ما إذا كان للتدخل المبكر أثر إيجابي على صعوبات التعلم لدى الأطفال أو التلاميذ. وهنا يلزم توضيح معنى التدخل المبكر. فقد يقصد بالتدخل المبكر التدخل الفوري الذي يحدث حال اكتشاف الحالة بدلاً من الانتظار أملاً في زوال المشكلة دون تدخل. وهذا يحدث غالبا في المرحلة الابتدائية حيث إنها المرحلة الدراسية التي تتوافق مع عمر التلميذ الزمني الذي يمكن التأكد فيه من صعوبة التعلم. فالتدخل في هذه الحالة يكون موجها لصعوبة التعلم لدى التلميذ، وبإذن الله تتحقق الفائدة بشكل أكبر مما لو أجل التدخل وأصبح لهذا التأجيل مضاعفات كتراكم المهارات والمشاكل النفسية والاجتماعية لدى التلميذ. وقد تبين من الدراسات أن التدخل قبل نهاية السنة التاسعة من عمر التلميذ أكثر فاعلية على المدى الطويل (المراحل الدراسية اللاحقة) من التدخل الذي يحدث بعد ذلك العمر.
أما المعنى الآخر للتدخل المبكر فقد يكون التدخل الذي يحدث قبل المرحلة الابتدائية. فإذا كان هذا هو المقصود من السؤال فالجواب هو أنه لا يمكن التأكد من صعوبات التعلم في هذه المرحلة، فهناك الكثير من الاضطرابات في هذه المرحلة التي لا تنتهي بصعوبات تعلم، حيث قد يكون بعضها تأخرا نمائياً يتلاشى فيما بعد، بينما قد ينتهي البعض الآخر بإعاقات أخرى غير صعوبات التعلم، ومنها ما قد يكون مؤشرا على إمكانية ظهور صعوبة تعلم عندما يكون التلميذ في المرحلة الابتدائية. وفي هذه الحال تكون استراتيجيات التدخل - في الغالب - غير تصنيفية، فهي تبنى على حاجة التلميذ وأسرته لا على تصنيف الإعاقة. فمثلاً إذا كان لدى الطفل تأخر لغوي فإن التدخل سيوجه نحو تنمية اللغة دون تصنيف الحالة حيث إن التأخر اللغوي في هذه المرحلة قد يكون ظاهرة طبيعية تعود لتأخر النمو اللغوي، أو ظاهرة مشتركة بين عدد من الإعاقات. وفي جميع الأحوال فإن اكتشاف المشكلة في هذه الفترة والتدخل أمران في غاية الأهمية. فالتدخل في هذه المرحلة العمرية يدعم النمو الفكري والمعرفي واللغوي والاجتماعي لدى الأطفال كما أنه يقلل من المشاكل السلوكية عندهم. وبما أن التدخل في هذه المرحلة يشمل الأسرة فإنه يهيئ للطفل بيئة منزلية فاعلة تساعده على النمو والاستقرار النفسي. وكل ذلك يساعد التلاميذ على التعلم في المراحل اللاحقة.
س18: هل المرحلة التمهيدية تقلل من صعوبات التعلم عند دخول التلاميذ المرحلة الابتدائية؟
ج18: رغم أن صعوبات التعلم في الرياضيات لا تقل انتشارا بين التلاميذ عن صعوبات التعلم في القراءة، إلا أن التركيز في المرحلة الابتدائية يكون في الغالب على القراءة لأسباب منها الأهمية العلمية والقيمة الاجتماعية. لذا فإن اكتشاف مؤشرات صعوبات التعلم في مرحلة التمهيدي، وخاصة ما يتعلق بمهارات ما قبل القراءة مثل الوعي الصوتي أمر هام. والمعروف أن هناك علاقة كبيرة بين الوعي بأصوات الكلام التي تتكون منها الكلمات الشفوية والقراءة، كما أن من المعروف أيضا أن مهارة الوعي الصوتي تنمو في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي. فالتدخل لتنمية تلك المهارة سيساعد على نموها ويقلل من حاجة التلميذ في هذه المهارة إلى تدخل مكثف في المرحلة الابتدائية، عما بان الحاجة إلى برامج صعوبات التعلم في القراءة قد تستمر.
أما في مجال الرياضيات فقد أدرك العلماء في وقتنا الحاضر أهمية الرياضيات في الحياة وأهمية اكتساب التلاميذ للمفاهيم الرياضية والعمليات الحسابية وحل المشكلات، وقد ظهر للباحثين أن مهارات الرياضيات في مرحلة التمهيدي مؤشر فاعل إلى التنبؤ بالنجاح أو عدمه في مراحل التعلم اللاحقة. بل قد تبين من إحدى الدراسات أن مهارات الرياضيات في رياض الأطفال قد تنبئ بقدرة التلميذ على تعلم الرياضيات والقراءة في المراحل الأولى من الابتدائية. هذا يوحي بأهمية التدخل المبكر في مرحلة التمهيدي متى ما لوحظ بعض المشكلات لدى التلميذ وان ذلك سيدعم تعلمه المستقبلي.
س19: في أي عمر يمكن تقييم صعوبات التعلم لدى التلاميذ؟
ج19: يتضح من الإجابة على السؤالين السابقين أن رياض الأطفال والتمهيدي مهمة في التعرف على المؤشرات التي يتنبأ منها التربويون والوالدين باحتمال صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، فيوضع التلميذ الذي لديه تلك المؤشرات مكان اهتمام المتخصصين. أما التأكد من وجود صعوبات تعلم لدى التلميذ فممكن في المرحلة الابتدائية عندما يكتمل نمو كثير من مهارات الاستعداد للتعلم ويتعرض التلميذ لخبرات تعلم أكاديمي متنوعة.
س20: هل من الممكن اكتشاف صعوبات التعلم لدى الابن قبل دخول المدرسة؟
ج20: يبدو أن المقصود بعبارة " قبل المدرسة" قبل دخوله المرحلة الابتدائية، فالجواب في هذه الحال هو أن الوالدين أول من يلاحظ أن ثمة شئ غير طبيعي لدى طفلهم سواء في سلوكه أو في جوانب النمو كاللغة والمهارات الاجتماعية والنمو الحركي وغيرها، فتأخر نمو الطفل عن المعتاد في أي من هذه الجوانب أو غيرها قد يكون مؤشرا على حاجة الطفل إلى تقييم شامل لجوانب النمو المتنوعة، ولكن يبقى أن هذه مؤشرات فقط وتحتاج إلى عناية من قبل المتخصصين، وليست دليلا قاطعا على وجود صعوبات تعلم.
س21: ما أفضل المقاييس للتعرف على صعوبات التعلم لدى التلاميذ؟
ج21: للتعرف على صعوبات التعلم لا بد من جمع معلومات متنوعة من مصادر مختلفة، فيجب معرفة تاريخ المشكلة بإجراء مقابلة شخصية مع الوالدين والمعلمين الذين يدرسون التلميذ أو الحصول على معلومات منهم عن طريق إجاباتهم على أسئلة مكتوبة، كم يلزم ملاحظة التلميذ في مواقف التعلم، وإعطاء التلميذ اختبارات مبنية على المنهج ودراسة أعماله الأكاديمية الصفية والمنزلية. وبعد جمع هذه المعلومات وتحليلها قد يتبين أن ثمة حاجة إلى اختبارات أخرى، أو يتضح أن لدى التلميذ صعوبة تعلم أو أن المشكلة التي لفتت نظر المتخصصين ليس إعاقة. ورغم استخدام طرق عديدة في الماضي تعتمد في الأساس على حساب التباين بين قدرات التلميذ وتحصيله الدراسي إلا أن الاتجاه المعاصر في التعرف على صعوبات التعلم يميل إلى استخدام التدريس الفاعل ومراقبة تقدم التلميذ، وهذا ما يعرف بالاستجابة للتدخل، وله إجراءات دقيقة ليس هذا مكان شرحها. فبالتحديد ليس هناك مقياس أو مقاييس تعتبر هي الأفضل.
س22: ما الآثار غير الأكاديمية لصعوبات التعلم؟
ج22: ذكر في الجواب على خصائص صعوبات التعلم(س 14) أن صعوبات التعلم قد تمتد إلى المهارات الاجتماعية فتؤثر على علاقة التلميذ مع الآخرين في البيت أو المدرسة أو عامة الناس، وبما أن صعوبات التعلم تستمر طوال الحياة فإنها قد تؤثر سلبا على حياة الفرد الأسرية مع زوجته وأطفاله وخاصة فيما يتعلق بمهارات التواصل وحل المشكلات. كما أن صعوبات التعلم قد تؤثر على حياة الفرد الاقتصادية لنفس الأسباب ولضيق مجالات العمل التي قد ينجح في القيام بها. ومن الجانب النفسي فقد يكون لدى من عنده صعوبات تعلم ضعف في مفهوم الذات، كما قد يمر بحالات إحباط خاصة في مرحلة المراهقة. فخلاصة القول أن صعوبات التعلم قد تؤثر على جوانب كثيرة من حياة الفرد لا على الجانب الأكاديمي فحسب.
س23: ما الخدمات المساندة التي تقلل من آثار صعوبات التعلم؟
ج23: تبنى الخدمات المساندة على احتياجات التلميذ غير الأكاديمية بهدف تعزيز التعلم الأكاديمي، فإذا كان لدى التلميذ مشكلة أخرى تعيق استفادته القصوى من التعلم الأكاديمي فيجب تحديد تلك المشكلة وتقديم خدمة مساندة تلبي احتياجه في ذلك الجانب، فإذا كان لدى التلميذ - على سبيل المثال- مشكلة نفسية فيجب أن يتلقى إرشادا نفسيا بجانب الخدمات الأكاديمية. وعلى العموم قد يحتاج بعض التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم إلى أي من الخدمات المساندة في أي مرحلة من مراحل التعليم وخاصة المرحلة المتوسطة وما بعدها. وقد تشمل هذه الخدمات الإرشاد النفسي والخدمات الاجتماعية، والإرشاد المهني، والتقنية المساعدة، كما قد يحتاج بعضهم إلى خدمات الترويح، وخدمات الانتقال، والخدمات الصحية، أو أي خدمة تتعين حاجته لها كي يرتفع مستوى أدائه الأكاديمي. ويقوم الفريق الذي يقرر احتياجات التلميذ بتعيين الخدمة التي يحتاجها كل تلميذ على حدة.
س24: هل تعتبر عدم قدرة التلميذ على الحفظ صعوبة تعلم؟ وما التدخل اللازم للتقليل من هذه المشكلة؟
ج24: ذكر في جواب السؤال عن الخصائص البارزة لصعوبات التعلم (س14) أن صعوبات التعلم قد تظهر فيما "يحتاج إلى حفظ" كالقرآن وجدول الضرب والأناشيد، فاضطراب القدرة على الحفظ من خصائص صعوبات التعلم، وتتفاوت هذه المشكلة في شدتها ونوعها. فتتصف الذاكرة، على وجه العموم، لدى هؤلاء التلاميذ بسرعة فقد المعلومات أو ضعف القدرة على حفظها أساسا. ويمكن تصنيف الذاكرة من حيث المعالجة إلى سمعية وبصرية وحسية – حركية. ومن سمات الذاكرة السمعية لدى التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم صعوبة تذكر ما قد سمعه التلميذ من أرقام أو كلام أو تعليمات أو شرح ونحوه. أما مشكلة الذاكرة البصرية فتظهر على شكل صعوبة في تذكر ما شاهده التلميذ كطريقة الحل أو كتابة الكلمات أو غيرها من متطلبات الدراسة، بينما تظهر صعوبات التعلم المرتبطة بالذاكرة الحسية – الحركية في عدم قدرة التلميذ على تذكر ما لمسه أو ما قامت به يده من حركة كتأثيرها على الخط.
وقد ركزت البحوث في السنوات الأخير على الذاكرة المشتغلة / العاملة لما تبين لها من أهمية كبيرة في التعلم، وتأثير اضطرابها على أداء التلاميذ وخاصة في مهارات القراءة والرياضيات، والذاكرة المشتغلة هي التي تحتفظ بالمعلومات أثناء دخول معلومات جديدة وهذا يجعلها ضرورية جدا للتعلم.
أما عن التدخل اللازم للتقليل من مشكلة التذكر فيعتمد على طبيعة المشكلة، ولكن هناك استراتيجيات عامة تساعد التلاميذ على حفظ وتذكر المعلومات يجب أن يتصف بها التدريس. فيجب تنظيم المعلومات بشكل يسهل حفظها وتذكرها وغالبا ما تستخدم خرائط/ شبكة المعلومات في التدريس لربط المعلومات ببعضها البعض، بالإضافة إلى ضرورة ربط معلومات التلميذ التي لديه مسبقا، مهما كانت قليله، بالمعلومات الجديدة، وثالث هذه الاعتبارات هو جعل المعلومات ذات معنى للتلميذ كربطها بخبراته الحياتية وبيان فائدة المعلومات له.
ومهما كانت الاعتبارات التدريسية فالتلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم يحتاجون إلى تكرار المعلومات ومراجعتها أكثر من غيرهم من التلاميذ، كما يحتاجون إلى تدريبهم على استراتيجيات التعلم الفاعلة التي قد تكون تلقائية لدى زملائهم الذين ليس لديهم إعاقات. فقد يجد التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم مشكلة في اقتناء واستخدام الاستراتيجيات المعرفية وفوق المعرفية وفي حل المشكلات. ويقصد بالاستراتيجيات المعرفية الإجراء الذي يقوم به المتعلم أثناء اكتسابه للمهارة أو المعلومة، بينما يراد بالاستراتيجيات فوق المعرفية الوعي بتلك الإجراءات والتحكم فيها، فإذا أدرك التلميذ أهمية وضع خط تحت الأفكار المهمة ثم قام بذلك فقد جمع بين النوعين من الاستراتيجيات المعرفية وفوق المعرفية.
س25: كيف يمكن تعليم الرياضيات لتلميذ لديه صعوبات تعلم في القراءة؟
ج25: التلميذ الذي لا يستطيع قراءة وفهم لغة المسائل الرياضية سيجد مشكلة في حلها حتى ولو لم يكن لديه صعوبات تعلم في الرياضيات، لذا يجب تدريب التلاميذ على قراءة وفهم المسائل الرياضية وإثراء مفرداتهم المرتبطة بالرياضيات، وأن يكون ذلك جزءاً من برنامج الرياضيات، كما يمكن تسجيل المسائل الرياضية حتى يستمع لها التلميذ أثناء قراءتها. ومن الاعتبارات الهامة البدء بلغة بسيطة عند تدريس الرياضيات والتدرج في صعوبة اللغة وفقا لقدرة التلميذ على القراءة مع استخدام المجسمات والرسم لتوضيح الفكرة التي تنطوي عليها المسألة.
س26: هل هناك مؤشرات يمكن أن يلاحظها الوالدين في البيت تنبئ بضرورة إشعار المتخصصين عندما يلتحق التلميذ بالمدرسة؟
ج26: نعم هناك مؤشرات يمكن للوالدين ملاحظتها في البيت تساعدهم في تنبيه المدرسة إلى احتمال وجود صعوبات تعلم منها ما يلي:
-
تجنب القراءة أو الرياضيات
-
تجنب أداء الواجبات
-
صعوبة في ربط أصوات الكلام بالحروف المقابلة لها
-
صعوبة في تكوين كلمات من أصوات متفرقة
-
صعوبة في التمييز بين الكلمات المتشابهة
-
تكلف في القراءة
-
كثرة الأخطاء أثناء القراءة أو الكتابة (فوق المتوقع أو المعتاد)
-
صعوبة في فهم الموضوع الذي يقرأه
-
صعوبة في معرفة المفاهيم الأساسية في الرياضيات
-
صعوبة في معرفة الوقت وقراءة الساعة
س27: هذا ما يمكن أن يلاحظه الوالدين، فهل هناك مؤشرات تساعد معلم التعليم العام حتى يحيل التلميذ إلى المتخصصين؟
ج 27: بالإضافة إلى ما ذكر في(س27)، تظهر المؤشرات التالية التي تساعد معلم التعليم العام حتى يحيل التلميذ إلى المتخصصين؟
-
صعوبة في متابعة الدرس أو الشرح
-
صعوبة في فهم تعليمات المعلم أو الكتاب
-
صعوبة في البدء في أداء التمارين في الفصل
-
تأخر عن زملائه في التعلم بشكل ملحوظ، وربما في الشهر الأول من بداية الدراسة
-
تدني التحصيل في مادة أو أكثر أو عدم النجاح فيها
-
صعوبة في الحفظ وسرعة نسيان ما قد حفظه
-
كثرة نسيان الواجبات المنزلية سواء من حيث أدائها أو إحضارها للمدرسة
-
صعوبة في التواصل مع الزملاء والمعلمين لا من حيث النطق ولكن من حيث مهارات التواصل
س28: إذا ظهرت المؤشرات المذكورة فما الإجراءات التي تتخذها المدرسة للتعرف على صعوبات التعلم؟
ج28: يتم التعرف على صعوبات التعلم لدى التلميذ من خلال الإجراءات التالية:
1- الإحالة: يتم في هذه المرحلة إحالة التلميذ الذي يشتبه في وجود صعوبة تعلم لديه إلى البرنامج
2- التقييم: يقوم البرنامج بأخذ أذن من ولي الأمر لغرض تقييم الحالة وجمع المعلومات بقصد الوقوف على سبب تدني أداء التلميذ
3- تحليل المعلومات: يتم في هذه المرحلة دراسة المعلومات التي تم جمعها وتحليلها للتعرف على طبيعة مشكلة التلميذ، فإما أن تكون صعوبات تعلم أو مشكلة أخرى
4- التأهيل: إذا تبين أن المشكلة صعوبات تعلم فيتم تأهيل التلميذ للبرنامج بناء على قرار لجنة مكونة من مدير المدرسة ومعلم التلميذ في الفصل العادي ومعلم صعوبات التعلم وولي الأمر .
5- إعداد البرنامج التربوي الفردي: تعد هذه المرحلة هدف جميع الإجراءات السابقة، فيتم وضع خطة تربوية فردية للتلميذ.
س29: هل لأسرة التلميذ أي دور في عملية التعرف على صعوبات التعلم لدى ابنها؟
ج29: الوالدين مصدر أساسي لكثير من المعلومات الهامة عن التلميذ وسلوكه خارج المؤسسة التربوية، فملاحظة المؤشرات الواردة في الإجابة على السؤال السابع والعشرين تفيد فريق التعرف على صعوبات التعلم، وكذلك المعلومات عن سلوكه غير الأكاديمي مع أفراد أسرته وأصدقائه، وتاريخه الصحي منذ الحمل إلى دخول المدرسة. هذا بجانب كون الوالدين هم من يعطي الأذن للقيام بعملية التعرف، فمساهمة الأسرة في هذه الجوانب ضرورية لنجاح عملية التعرف على صعوبات التعلم.